قصة يوسف عليه السلام :
شاب في ريعان الشباب ،
مكتمل الرجولة ، رائع الفتوة ، تدعوه إلى نفسها امرأة ذات منصب وجمال ، والأبواب
مغلقة ، والسبل ميسرة كما حكى القرآن الكريم : ] وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك [ [1] . فماذا كان موقفه أمام
هذا الإغراء وتلك الفتنة التي تخطف الأبصار هل لانت نفسه فاستسلم وخان عرضاً أؤتمن
عليه ؟ كلا إنما قال : ]معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون [ [2] .
ولقد حاولت امرأة
العزيز بكيدها ومكرها بكل ما لديها من ألوان الإغراء والتهديد أن تذيب من صلابته
وتضعضع من شموخه ، وأعلنت ذلك للنسوة في ضيق وغيظ : ] ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً
من الصاغرين [ [3] .ولكن الشاب يوسف عليه
السلام اتجه بكليته إلى الله يسأله المعونة والعصمة : ] رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن
وأكن من الجاهلين [ [4].
كانت فتنة بين ضمير
المؤمن وخشيته الربانية ومغريات الإثم ففشلت المغريات وانتصر الإيمان [5].
**********************************************